حلم النجاح الزائف خارج البلاد

حلم النجاح الزائف خارج البلاد....

من منا لا يرغب في النجاح أو يسعى إليه؟
من منا لا يريد الإستمتاع بنتجة عمله وإجتهاده؟
ورغم أن الإجابة على هذه الأسئلة ستكون حتماً بالإيجاب إلا أننا نقرر أن النجاح في بلدنا يختلف عن باقي البلدان، فبينما نجد الناجحين –في غير بلدنا- يأخذون حقهم من التشجيع والرعاية والإحترام والتقدير فإن الوضع عندنا فعلاً مختلف. 
هكذا أجاب الأستاذ الدكتور محمد غانم، أستاذ الطب النفسي بجامعة عين شمس.. عندما سألناه عن سر هروب الشباب لخارج مصر لتحقيق النجاح، وأضاف أن الشباب يوقن بأنه إذا صادف أحدهم نصيب من النجاح في بلده سيجد الكثيرين يحيطونه بعلامات إستفهام وسينهال عليه بعضهم بإنتقادات متعدد ولا مانع من وجود تجريح ضمنى وأحياناً علني مما يقلل بريق النجاح لديه ويضعف نشوة التفوق وهو الأمر الذي جعل البعض يطلق على هذا تجمع المهاجمين المتكرر الحدوث أسم "أعداء النجاح" لأن الشيئ الموحد بيهم هنا هو محاولة النيل من الشخص الناجح نفسه والتهوين من قدر أفعاله وتقليل آثارها.
أما أسباب وجود مثل هذا التجمع فترجع أساساً إلي عوامل ذاتية، مثل الغيرة خاصة الغيرة المهنية والحقد والحسد فالنجاح له تأثيراته النفسية خاصة عند الفاشلين فطالما أن غيرهم قد نجح، فالعيب لابد أن يكون فيهم وهم لذلك حريصون على التشويش على النجاح والناجحين.
ووجه أ. د. غانم حديثه للشباب متسائلاً هل كل العاملين بالخارج صورة ناجحة مشرفة لمصر وهل إستطاعوا جميعهم إثبات أنفسهم وإظهار قدراتهم.
لا شك أن منهم الكثيرين قد نجحوا في إثبات أنفسهم بجدارة، بكثير من الجهد والعرق ولكن أيضاً هناك من ينجحون في إيهامنا بأنهم أصحاب إنجاز في الخارج وهم في الحقيقة بعيدون تماماً عن ذلك.