2 شارع شريف عمارة اللواء – باب اللوق– القاهرة – مصر 01272254611 - 0223934171
مقال الدكتور محمد غانم

سيكولوجية المريض النفسى

سيكولوجية المريض النفسى

نقابل فى حياتنا اليومية أشخاص قد نراهم طبيعيين، ويرون أنفسهم كذلك ونتعامل مع بعضهم دون أن نعرف أنهم مصابون بأمراض نفسية وقد نتفاجأ ونندهش يوماً من إرتكابهم بعض الجرائم، أو تظل هذه الجرائم قائمة دون أن نعرف فاعلها المجهول
بينما يعيش هذا الفاعل الذى يعانى مرضاً نفسياً بيننا ولا نعرفه. 
فهل يمكن أن يتحول الإنسان الطبيعى إلى مريض نفسى 
أو يتحول فجأة بسبب بعض الظروف النفسية إلى إيذاء نفسه أو إيذاء الآخرين؟
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يقول أستاذ الدكتور محمد غانم ، أستاذ الطب النفسى فى جامعة عين الشمس، والأمين الأسبق للأمانة العامة الصحة النفسية، أن عدد المرضى النفسيين لا يقل بأى حال من الأحوال عن17% من إجمالى عدد السكان، طبقاً لآخر دراسة منشورة فى عام 2009، مع استثناء الأطفال والمراهقين وكبار السن والذين يعانون من مشاكل الإدمان، لأن هذه الدراسة التى أوردت الرقم لم تشملهم، لافتاً إلى أن نوبات القلق والاكتئاب يمثلان 10 إلى 11% من إجمالى الأمراض، بينما لا تزيد نسبة مرضى الفصام عن 1%. 
بينما تشير المؤشرات إلى زيادة هذه النسبة بعد السنة التى تمت فيها الدراسة، ومع صعوبة حصر وإكتشاف الأمراض النفسية، نتيجة لعدم معرفة المريض، أو من حوله بطبيعة المرض النفسى أو للمفاهيم الموروثة والتى تتعلق بالخجل من الكشف عن أن أحد أفراد الأسرة يعانى من المرض النفسى. 
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فهل يخطط المرضى النفسيون للجرائم؟ 
يقول أستاذ الدكتور محمد غانم إن المرضى النفسيين غالبا لا يخططون للجرائم التى يرتكبونها، وغالباً ما تكون أفعالهم العنيفة اندفاعية دون قصد ولا يسبقها تفكير ولا يبيتون النية لها، بعكس الأشخاص الأصحاء الذى يدركون ما يفعلونه جيداً ويخططون للجرائم التى يرتكبونها، موضحاً أن المريض النفسى عندما يرتكب الجريمة غالباً ما يكشف عن نفسه ويرتكب أخطاء تسهل التعرف عليه، فهو غالباً لا يخفى السلاح المستخدم وقد يبلغ عن الجريمة التى ارتكبها، بل إنه قد يكتشف بعد وقوعها أن ثمة فعل خاطئ ما قد اقترفه. 
وأكد أن الدور الأهم الواجب علينا القيام به هو توعية الأشخاص المحيطين بالمريض النفسى كى يذهبوا به إلى أقرب مستشفى أو عيادة، وفى كثير من الأحيان يخرج من المستشفى أو العيادة ويمارس حياته الطبيعية بعد أن تستقر حالته، لافتاً إلى أن هناك اتجاها جديدا فى العالم حالياً يتجه إلى ألا يقضى المريض النفسى فترة طويلة بالمستشفى. 
وأوضح أن هناك مجموعة من العلامات التى تظهر على المريض النفسى تحتم عليه دخول المستشفى، وهى أن يشكل خطراً على نفسه أو غيره من أفراد المجتمع، أو أن يكون فاقدا للاستبصار ولا يعرف أنه مريض وغير مدرك للحالة المرضية التى يعانى منه. 
وأكد أنه يجب علينا عدم الاحتكاك بالمريض النفسى وعدم استفزازه، وعلى الأشخاص الذين يقطنون معه فى نفس المنزل أن يبذلوا كل الجهد لمتابعته، وإخفاء الأشياء التى قد يؤذى بها نفسه مثل السكين أو الآلات الحادة الأخرى، كما يجب غلق نوافذ المنزل بحواجز حديدية كى نقلل احتمالية لجوئه للانتحار إذا وصل المرض النفسى لذروته. وعن المرضى الذى قد يشكلون خطورة على أفراد المجتمع، 
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وأشار أيضاً إلى أن مرضى الفصام أو «الشيزوفرينيا» قد يلحقون الأذى بالآخرين، وخاصة أنهم يتعرضون لمجموعة من الهلاوس السمعية كأن يسمعوا أصواتا تأمرهم بفعل شىء خاطئ أو مجرم، وقد يصابون ببعض الضلالات مثل اضطهاد الآخرين لهم، وقد يشعرون بالغيرة ويشكون فى سلوك زوجاتهم أو أزواجهم، وبالتالى يتخذون ردود فعل غير محسوبة. 
وهناك أيضا مريض الاكتئاب الذهانى الذى قد يؤذى نفسه ويفكر فى جريمة الانتحار، وكذلك اكتئاب الولادة الذى قد يؤدى إلى الانتحار المضاعف أيضا، حيث قد تقوم الأم أحياناً بقتل طفلها ثم تنتحر، وذلك بسبب ضلالات تصيبها وتجعلها تظن أن طفلها مشوهاً أو يعانى من خلل ما، ولذا فهى تعتقد أنها بقتله سترحمه من مصاعب الحياة.
ومن علامات اكتئاب الولادة أن تشتكى الأم من أن طفلها مريض وغير طبيعى، وغالباً ما تكون طريقة تفكيرها خاطئة، ويتزامن ذلك مع حدوث خلل فى سلوكها وكلامها وانفعالاتها. وأوضح أن هناك بعض اضطرابات الشخصية التى قد تتسبب فى الجرائم مثل الشخصية السيكوباتية، التى ليس لها أى رادع أخلاقى، وهو شخص يحاول أن يستغل البشر لمصلحته الشخصية، ويتصف هذا الشخص بأنه متبلد وغير قادر على تحمل المسؤولية، وقد يرتكب جرائم السرقة والنصب والاحتيال، وقد تصل أحياناً إلى القتل، مضيفاً أن هذا الشخص يجب معاقبته على جرائمه لأنه 

يدرك ما يفعله، وهو يحتاج إلى العلاج السلوكى والمعرفى.

© جميع حقوق البرمجة والتصميم محفوظة لشركة Brandkey.info