الطفل لا يعرف الكذب.. هو يخلط بين الواقع والخيال..
الطفل لا يعرف الكذب.. هو يخلط بين الواقع والخيال..
طلب طفلي ذو الست سنوات مني ملابس "السوبر مان" بسرعة لأن بالمدرسة غداً حفلة تنكرية ويريد أن يظهر بمظهر القوة أمام أصحابه، إندهشت من إصراره على شراء الملابس بسرعة واشتريناها بعد عناء وهو طائر من الفرحة ويقبلني، و في الصباح ذهبنا لحضور الحفل وكانت المفاجأة الكبري.. المدرسة أجازة ولا أحد موجود بها! وعندما سألته: أجاب بأصرار عجيب: أعرف إنها أجازة ولكن مديرة المدرسة أخبرتنا بأن المدرسة تقيم حفلاً اليوم، وعرفت فيما بعد أنه لا أساس لوجود هذه الحفلة.. وأشكال الكذب متعددة في حياته، فقد أخبرني ذات يوم بمرض مدرسة الإنجليزي وبأنه ليس لديه أي واجب لمدة أسبوع كامل.. وإكتشفت فيما بعد أن مدرسته ليس مريضة، وإنم اكان يهرب من أداء واجبه!، لا أعرف لماذا يكذب طفلي في الوقت الذي أمنحه فيه أنا وأبوه كل الحنان والرعاية والحب؟!
ويجيب الدكتور محمد غانم أستاذ الطب النفسي بجامعة عين شمس: الأطفال لا يعرفون الكذب، ولكنهم يكذبون لأنهم ببساطة لا يعرفون الفرق بين الحقيقة والخيال، والطفل يتخيل أكثر من الواقع، فالخيال لديه عالم متسع يتصور فيه كل شيء ويقحم نفسه على خياله حتى يشعر بالبطولة والقوة والزهو، فالخيال في الطفل ليس له حدود، وعندما يختلق قصة من خياله فهو لا يقصد تشويه الحقيقة أو مخالفة الواقع وإنما هو يعيش حالة من الإثارة والتشويق، ويجعل نفسه مصدراً للأحداث ولافتاً للأنظار، ولكي نساعد أطفالنا على عدم الكذب وإختلاق الروايات الخيالية علينا إعتبار الحكايات مرحلة مؤقتة ما يلبث أن يتجاوزها الطفل.. ويجب ألا نعاقب الأطفال على سلوكهم هذا وإنما التوجيه الهادئ، والأهم أن يرى الطفل في حياته القدوة التي لا تكذب، لأن الطفل يقلد الكبار فإن وجد صدق وإنضباط منهم يفعل ذلك دون توجيه.
نُشرت بجريدة أخبار اليوم